سورة الصافات - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الصافات)


        


{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: تقول الملائكة للزبانية {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن منيع في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم الذين هم مثلهم، يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر. أزواج في الجنة، وأزواج في النار.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم. وفي لفظ نظراءهم.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة رضي الله عنهما، مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواجهم في الأعمال وقرأ {وكنتم أزواجاً ثلاثة} [ الواقعة: 7] الآية {فأصحاب الميمنة} [ الواقعة: 8] زوج {وأصحاب المشئمة} [ الواقعة: 9] زوج {والسابقون} [ الواقعة: 10] زوج.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم. القتلة مع القتلة، والزناة مع الزناة، وأكلة الربا مع أكلة الربا.
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم من الكفار مع الكفار {وما كانوا يعبدون من دون الله} قال: الأصنام.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} قال: سوقوهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاهدوهم} قال: دلوهم {إلى صراط الجحيم} قال: طريق النار.


{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)}
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقفوهم إنهم مسئولون} قال: احبسوهم إنهم محاسبون.
وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والدارمي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من داع دعا إلى شيء إلا كان موقوفاً يوم القيامة لازماً به لا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً. ثم قرأ {وقفوهم إنهم مسئولون}».
وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله: {وقفوهم إنهم مسئولون} قال: يقفون يوم القيامة حتى يسألوا عن أعمالهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن زائدة رضي الله عنه قال: كان يقال أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه.


{مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضاً قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء، وكنتم أعزة {فإنهم يومئذٍ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضاً {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الانس على الجن قالت الانس للجن {إنكم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتنهونا عنه. قالت الجن للانس {بل لم تكونوا مؤمنين، فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون، إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: ذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: كانوا يأتونهم عند كل خير ليصدوهم عنه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {تأتوننا عن اليمين} قال: عن الحق الكفار تقوله للشياطين.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {لم تكونوا مؤمنين} قال: لو كنتم مؤمنين منعتم منا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فأغويناكم} قال: الشياطين تقول {أغويناكم} في الدنيا {إنا كنا غاوين} {فإنهم يومئذ} ومن أغووا في الدنيا {في العذاب مشتركون}.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} قال: كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} لا يعقل قال: فحكى الله صدقه فقال: {بل جاء بالحق وصدق المرسلين}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله، ونفسه، إلا بحقه، وحسابه على الله. وأنزل الله في كتابه، وذكر قوماً استكبروا فقال: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} وقال: {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها} [ الفتح: 26] وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله. استكبر عنها المشركون يوم الحديبية. يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية الهدنة».
وأخرج البخاري في تاريخه عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه قيل له: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى. ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، فمن جاء بأسنانه فتح له، ومن لا، لم يفتح له.
وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ {إلا عباد الله المخلصين}.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله: {أولئك لهم رزق معلوم} قال: في الجنة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7